كتبت لكم عن إختراع الورق ، فلولاه ما وجدنا شيئا ندون عليه شعرنا وخواطرنا
أتمنى أن ينال إعجابكم وأن تعم الفائدة .. [b]كان تسايلون موظفا في البلاط الصيني , قدم للامبراطور هوتي في عام 105 م نماذج من الورق.
نتجة لاختراعه أعطي لقبا ارستقراطيا , و اصبح ثريا , و لكن فيما بعد تورط في مكائد و مؤامرات البلاط مما أدى سقوطه . و تذكر المصادر الصينية انه لما علم بالأمر , استحم ثم لبس أفخر الثياب و شرب السم .
انتشر استعمال الورق في الصين خلال القرن الثاني الميلادي , وفي خلال بضعة قرون تلت , كان الصينيون يصدرون الورق إلى أجزاء أخرى من آسيا , و لكنهم احتفظوا بسر صناعته .
و في عام 751 م , اسر العرب بعض صناع الورق الصينين , و لم يمض وقت طويل حتى انتشرت صناعة الورق في سمرقند و بغداد, بعد ذلك في جميع أنحاء العالم العربي بالتدريج .
في القرن الثاني عشر تعلم الأوروبيون صناعة الورق من العرب , فانتشر الورق هناك , و بعد أن اخترع جوتنبرغ الطباعة الحديثة حل الورق محل الرقوق كمادة رئيسية للكتابة في الغرب .
في الصين , و قبل تسايلون , كانت معظم الكتب تصنع من الخيزران , و كانت ثقلية جدا و غير مصقولة و لا متقنة الصنع , و بعض الكتب كانت تكتب على الحرير الغالي الثمن .
أما في الغرب , فاستعملوا الرق المصنوع من جلد الغنم أو جلد العجول , و قد حلت هذه المادة محل البابيروس ( ورق البردي ) الذي كان مفضلا لدى الرومان و اليونان و المصريين , رغم أنها كانت نادرة و غالية التكاليف .
أما اليوم , فيعزى انتاج الكتب بكميات هائلة لوجود الورق , من الواضح انه لم يكن للورق مثل هذه الأهمية لولا اختراع آلة الطباعة .
و بالتالي فإن آلة الطباعة لم تكن لتحرز هذه الأهمية لولا وجود مادة رخيصة متوفرة يمكن الطباعة عليها مثل الورق .
--------------------------------------------------------------------------------[/